تأخر كثيراً ، لكنها مازالت تنتظره ، تحاول أن تكتم مشاعرها ، تريد إفراغها ..
ياااه ! ما أكثر الفتن!
أف ! .. أف !
لم أعد أستطيع الانتظار ، لابد أن أبحث عنه في أدغال الانترنت .. لعلني أجده أو أجد من يشبهه .. أو حتى أجد نصف رجل !
هذا قرار لكثيرات من النساء دخلن مواقع الزواج في النت وسجلن فيها ، طلباً لإيجاد فارس الأحلام ..
ليس محرماً أن تبحث المرأة على رجل صالح تعرض عليه الزواج منها .. ولكن لهذه المواقع سلبيات كثيرة جداً .. ومع ذلك لها إيجابيات .. ولنعرض الإيجابيات ثم السلبيات ليستبين الأمر ..
الإيجابيات :
1- التعرف على الطرف الآخر ، وطريقة تفكيره ، وهل هناك توافق فكري بينهما .. ففي الزواج التقليدي لا تستطيع ذلك ، بل تكتفي بما يذكره الأهل من مواصفات الطرف الآخر ، أو بما يظهره الطرف الآخر لهم ! حتى إن كان تصنعاً ، ولا يستطيع الإنسان اكتشاف الطرف الآخر إلا بعد الزواج ، ووقوع الفأس على الرأس كما يقال ..
2- تعجيل الزواج ، بإيجاد شريك الحياة في أقرب وقت ممكن .
3- إيجاد حلول لأهل الأوضاع الخاصة : الفقراء والعقيمين وذوي الاحتياجات الخاصة ..
السلبيات:
1- كثرة الرجال غير الجادين الذي لا هم لهم إلا إنشاء علاقات غير شرعية .
2- كثر الخداع الغش .. وهناك كثير من القصص التي تدل على كثرة المخادعين الكاذبين من الجنسين ، ومن الرجال بشكل أكبر .. تحدثني إحدى الأخوات أن رجلاً راسلها في أحد مواقع الزواج ، وكان جاد معها جداً ، ويكلمها باحترام ثم أخبرها أنه أحبها .. فعاشت في حلم جميل ، ثم طلب منها رقمها فأعطته ، فكان جاداً معها أيضاً محترما لبقاً في حديثه..
ثم لم يتكلم معها كثيراً حتى طلب رقم ولي أمرها من أجل أن يتقدم لها رسمياُ .. ثم بعد ذلك بدأت تختلف لهجته معها ، وبدأ يقول لها كلام مليء بالبذاءة والسفاهة ، فقاطعته ، ولكن كأنه يريد تهديدها بالاتصال بولي أمرها ، وإبلاغه أن ابنته سيئة وتكلم رجالاً! ..
ومازالت الفتاة تنتظر ردة فعل هذا الرجل المخادع ، وما سيفعله بعد أن قاطعته .
وهناك قصة لأحد أصدقائي المقربين .. اختصارها : أنه وجد فتاة في موقع زواج مواصفاتها مواصفات فتاة ملتزمة بالدين تحفظ القرآن عفيفة طاهرة ..
فبدأ في مراسلتها وكانت جادة معه محترمة جداُ ..
ثم وعدتها بالزواج بعد إتمام السنة المبقية من الدراسة ..
وصارحته بحبها له ، وإعجابها بشخصيته ، ووعدته بأنه لن تفرط في الزواج منه وهو فتى أحلامها الذي كانت تريد ، وهو .. وهو ..
حتى صدقها وقال فتاة في مثل صفاتها ، وأسلوبها في الحديث لا تكذب ولن تكذب!! ..
ثم شكت له حالها وأنها تعاني وأهلها ضائقة مادية، وظروفاً صعيبة حتى إنهم لا يجدون من الطعام إلا القليل !
فما كان من صاحبي الكريم إلا أن انتفض قلبه ، فنفض جيبه! ..
قائلاً لها كم تريدين ؟ أبشري .. أبشري !
قالت: خمسة آلاف ريال .. والله وبالله وتالله إني لا أرضى إلا أن تكون مخصومة من مهري الذي ستقدمه لي !
فما أن تم التحويل المبلغ عن طريق البنك حتى تحول صاحبي إلى قائمة التجاهل !!
أشتد غضبه! .. و دخل باشتراك آخر ، وراسل الفتاة فتجاوبت معه ، فلما علمت أنه هو أضافته مرة أخرى في قائمة التجاهل !
وصاحبي الآن لاهم له إلا أن يدخل ذلك الموقع باشتراك جديد ليراسل تلك القتاة ويدعو عليها !
هاتان القصتان وقفت عليهما بنفسي ، وغيرهما كثير.. كثير جداً لم أقف عليه ، وهي تدل على أي درجة وصل الغش والخداع في هذه المواقع.
3 - تعويد الشاب والفتاة على مكالمة الجنس الآخر .. وقفت وأنا أبحث في هذا الموضوع على قصص لفتيات وشباب من أهل العفة والخير ، كانت مواقع الزواج سبب في انحرافهم .. فالمكالمة الجنسين مع بعضهما لذة ، وإذا كانا يعانيان من فراغ عاطفي كما هو حال كثير من الشباب والفتيات .. فإن الرجل و المرأة يجيدان في هذه الطريقة التي تُغطى بغطاء شرعي حلّاً لتكميل ما يحسان به من فراغ ، ولسماع كلمات الإعجاب والمدح والحب ..
وللكلمة الأخيرة سحر شديد خاصة على قلب عذراء ، لم تسمع في منزلها كلمة من كلمات الإعجاب ، أو المحبة وللأسف هذا هو حال غالب بيوتنا..
فتجد الفتاة متى ما قال لها رجل أحبك ، تعلقت فيه ، وبدأت تعيش في أحلام جميلة .. حتى إن كانت تظن أن قائلها كاذب .. المهم أن رجلاً أعجب بها وقال لها أحبك!!
4 - عدم تقبل المجتمع لهذه الطريقة في الزواج ، فإن غالب المجتمع يرى أن البنت التي في النت سيئة ، والشاب الذي في النت أسوأ .. فلذلك إذا عُرض موضوع الزواج بهذه الطريقة على الأهل رفضوا بشدة ، وإن لم يرفضوا كانوا متخوفين جداً .
5 - إذا حصل الزواج بين الاثنين فإن حياتهم في الغالب تكون مبنية على الشك والريبة ، فالرجل يشك في زوجته إذا دخلت النت ، والمرأة تشك في زوجها خارج النت وداخله! هذا في الغالب .. ولي صديق تزوج عن طريق النت بعد ممانعة شديدة من أهله ، والآن أراه يعيش حياة سعيدة مع زوجه بلا مشاكل وبلا شك .
هذه بعض الإيجابيات والسلبيات التي وقفت عليها ، وبالتأكيد يوجد غيرها الكثير ..
فأرجو منكم إثراء الموضوع بذكر ما لم أقف عليه ..
والأسئلة التي تطرح نفسها بقوة :
هل ترى إيجابيات هذه الطريقة أكثر أم سلبياتها ؟
إذا كانت لديك أخت أو أخ هل توافقهما إذا أرادا الدخول في هذه المواقع للبحث عن شريك الحياة ؟
هل تعرف قصصاً ناجحة لأناس تزوجوا عن طريق النت ؟
هل أنت مع هذه الطريقة لاختيار شريك الحياة أم ضدها ؟ ولماذا ؟
أرجو من الإخوة والأخوات إثراء هذا الموضوع بالفوائد والقصص الواقعية ، لأني أود أن أكتب بحثاً في هذا الموضوع ، فأرجو المساعدة والمؤازرة منكم ..
ولكم مني الشكر أولاً وآخراً ، وظاهراً وباطناً ..